الألوان
أساسية في حياتنا اليومية ونتأثر بها مباشرةً، ولكن الرمزيات اللونية ليست دائما
صحيحة، خصوصاً في العمارة والتصميم الداخلي، والسبب في ذلك تأثير نتائج رأي وذوق العميل
على قرارات المعماري أو المصمم, فالأفضل دراسة العميل ووضع المجموعة اللونية المناسبة
له. من المعروف أنه يختلف تأثير الألوان من شخص إلى آخر، وذلك بحسب التجارب الحسية التي قد تعاملنا معها في
حياتنا أو من خلال قدرة أعيننا لإستقبال الموجات الطولية لكل لون. وتلك القدرة
تختلف, فهنالك من يتأثر بالألوان بشكل حساس، وهناك من لا يتأثر أبداً، وهناك من
يتأثر ويتفاعل مع بعض الدرجات اللونية، أو بعض المجموعات اللونية دون غيرها، مع الوضع في الحسبان العمر أولاً، والحالة
الصحية أيضاً, ونقصد بالتأثر هنا، سواء على الناحية العقلية أو النفسية أو التفاعل
الجسدي
أغلب المواضيع
المتواجدة في محركات البحث أو في الكتب العربية، تتحدث عن تأثير الألوان مثل اللون
الأحمر، الأخضر والبنفسجي، وبعدد محدود من المعلومات الموثوقة. مثل هذه المواضيع
تعطي لكل لون رمزية معينة من التأثير, مثلاً الأصفر يكون منشط للإنسان أو من يحب
اللون الأصفر يعني بذلك أنه شخص غيور وما إلى ذلك من الرمزيات المبتذلة. نظريات
اللون مهمة وعميقة، وفي الواقع لا يمكن إنكار تأثير اللون الأصفر كمنشط للبعض،
ولكن هل هو نشاط إيجابي أم سلبي؟ هل تأثيره
مريح أم مزعج ؟ إي درجة لونية ممكن أن يكون طولها الموجي مريح لعين الإنسان؟ مثل هذه
الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي تكون على أساس علمي هي من تعطينا تعريف كامل
متكامل عن ماهية الأصفر مثلاً.
هنالك
رمزيات لدرجات لونية، قد تم تنصيبها في
مجالات عدة, على أسس علمية وبحسب دراسة سوق كل مجال، سواء كانت في عالم العمارة،
التصميم الداخلي، الإعلام المرئي والمقروء، الدعايات بأنواعها أو تصاميم الجرافيك وغيرها
من الأمثلة. رمزية الأخضر على سبيل المثال، تمثل البيئة والصحة والأكل العضوي في
الدعايات أو في التصميم والتغليف المنتجات .. آلخ. ولكن تأثيرها المرئي أقوى من التأثير
النفسي، فعندما تشاهد منتج عناية للبشرة بمكونات الصبار، تلقائيا العقل يربط اللون
والمفهوم بالمكونات الطبيعية التي يمكن الوثوق بها، ولكن في النهاية بإمكانك شراء
منتجات البشرة ذات اللون الأحمر بمكونات العسل لأنه يناسبك أكثر.
عندما يصبح اللون رمز ثقافي أو ديني لبلد معين فتأثيره النفسي يكون بارز وقوي, ولبعض
شعوب العالم درجات لونية تميزها عن غيرها.
سواء بتأثير مباشر على ثقافة اللبس أو العمارة أو التصميم بجميع مجالاته. في
التصميم الداخلي تكمن قوة المصمم الداخلي في معرفة ما يخلفه اللون من إنطباع نفسي
وعقلي لعملائه ليجعلهم أكثر راحة, فدراسة العميل والمساحة المعينة ومكان تواجدها
مهم لخلق مساحة اكثر ديناميكية, اختلاف التأثير اللوني او الخامات من نقاط قوى
المصمم الداخلي لإيجاد تصميم مناسب للعميل.