يعد
الكتاب من الكتب المهمة في مجال التصميم، حيث يعتبر من الكتب القليلة التي تناقش
الإجراءات الذهنية لعملية التصميم وطرق التفكير. يأتي الكتاب في ثلاثة فصول
رئيسية، الفصل الأول يتناول التعريف بالتصميم، والفصل الثاني يناقش موضوع الحلول
والمشكلات وكيفية التعامل معها في قضايا التصميم. أما الفصل الأخير فيستعرض
التفكير التصميمي وأنواعه وخصائصه وطرقه.
يرى
الكاتب أن عملية التصميم هي في الأساس حل المشكلات (Problem
Solving)، ولذلك فتطوير التصميم يعد من الأمور
المهمة لتحسين مهارة حل المشكلات. ومع ذلك فالكاتب يتناول موضوع التصميم بشكل عام
وليس من زاوية معمارية فقط، على الرغم أنه يعترف في بعض مواضع الكتاب أن استشهاده
بالأمثلة المعمارية نابع من كونه معماري. ومع ذلك لا نستطيع القول بأن الكتاب موجه
للمعماريين فقط، بل موجه لجميع من يعملون في مجال التصميم.
النسخة
التي بين يدينا هي الإصدار الرابع للكتاب في عام (2005)، ومع أن الطبعة الأولى
للكتاب كتبت في عام (1980م) إلا أنه ولأهمية الموضوع استمرت الإصدارات تصدر في كل
مره إلى أن تقرر نشر الكتاب على الإنترنت في عام (2005)
الكتاب
لا يشرح إجراءات تطبيقية للتصميم، بقدر ما يسلط الضوء على العملية التصميمية
وخلفيتها، وهنا تكمن أهميته من حيث معرفة كيف يمكن اختيار الاتجاه المناسب لحل
المشكلة التصميمية. أو ما يمكن أن نعبر عنه بمصطلح (ثقافة التصميم). فالوعي
بالعملية التصميمية قد يكون متطلب في كثير من الأعمال الإبداعية، خصوصاً تلك التي
تلامس حياة المجتمع وذائقته.
يشكل
الفصل الثالث أهم فصول الكتاب، حيث يتناول الكاتب مواضيع التفكير التصميمي، ابتداء
بأساليب وطرق التفكير في التصميم، مروراً بمبادئ وإستراتيجيات وتقنيات التصميم،
إلى أن ينتهي بمواضيع تحدد ماهية التصميم مثل التصميم مع الغير أو التصميم كلغة
للتعبير أو الحوار. ويستعرض الكاتب نموذج نهائي للتصميم في أخر الكتاب.
الكتاب
مفيد وممتع ومهم للمهتمين والعاملين بمجال التصميم، وإن كان يفتقد إلى الصور
التوضيحية بشكل كافي، إضافة إلى أنه قد يجد البعض صعوبة في بعض المفردات الفنية
للكتاب، كون الكاتب يعمل في المجال الأكاديمي البحثي.