2016/06/10

ملبورن: التنمية ضمن إطار معرفي


صنفت مدينة ملبورن الأسترالية في عام (2015م) على أنها أفضل مدينة للعيش للمرة الرابعة على التوالي. هذا التصنيف والتميز لم يكن لان مدينة ملبورن ذات مناظر خلابة أو أنها مدينة سقطت من كوكب أخر. وإنما كان لجهود مكثفة من قبل حكومة ومجتمع مدينة ملبورن نحو تحقيق رؤيتهم.كانت البداية في عام (2004) عندما وضعت الإستراتيجية الأولى للتحول إلى مدينة معرفة. ثم استمرت تطوير هذه الإستراتيجيات في عام (2009) و (2013)، لتصل مدينة ملبورن إلى ما يعرف بمدينة معرفة عالمية (Global Knowledge City).

مراكز المعرفة:
وفي ملبورن ما يزيد على (600) مدرسة ابتدائية و(170) مدرسة ثانية حكومية إضافة إلى العديد من المدارس الخاص. وهناك سبع جامعات و (16) كلية وبعض الكليات التقنية المتقدمة. تصنف معهد ملبورن الملكي للتقنية على أنها رابع أفضل جامعة في العالم.
الهيكل الصناعي
تعد ملبورن من أهم المراكز التجارية في أستراليا، فهي المركز التجاري والإداري والميناء الرئيسي ومركز المواصلات لولاية فيكتوريا، وتتميز مدينة ملبورن باقتصاد متنوع، فهي تتبنى عدد من الاستثمارات في مجال الصناعة وتقنية المعلومات والتعليم والنقل. 
حيث تضم (30%) من مصانع أستراليا، .ويقع في منطقة ملبورن الحضرية ما يزيد على (8000) مصنع منه الصناعات الثقيلة ومصافي النفط بالقرب من مرافق الميناء، وتنتشر الصناعات الصغيرة وصناعات الأغذية والمشروبات والملابس والأحذية والطباعة والورق عند أطراف المدينة وفي الضواحي.
الوصولية:
يتم النقل داخل المدينة وإلى الضواحي بالقطارات الكهربائية، وذلك من خلال ما يزيد على(100) قاطرة تنقل نحو (70) مليون راكب سنوياً. وتعمل الحافلات الخاصة على (240) خط.وترتبط المدينة بالضواحي بشبكة من خطوط القطارات الكهربائية التي تسير تحت الأرض، أما بالنسبة للنقل الجوي فقد افتتح المطار الدولي سنة (1970م) وتبلغ مساحته  (2140) هكتارًا ويبعد عن المدينة نحو (20) كم. ويعُد ميناء ملبورن من أكبر موانئ الشحن في أستراليا، حيث يخدم (1600) سفينة سنوياً.
جودة الحياة
تسمى مدينة ملبورن المدينة الخضراء، كونها مدينة تضم العديد من الحدائق العامة ضمن نطاقها العمراني والتي تشكل متنفسات رائعة للسكان. بالإضافة إلى العديد من الخدمات والمتاحف والمسارح الثقافية والفنية التي تثيري جداول المناسبات والأمسيات للمدينة نفسها. ولذلك احتلت ملبورن المركز الأول كأفضل مدينه للعيش فيها لعام (2015) وهذا للمرة الرابعة على التوالي بحسب الاستبيان السنوي لـ(وحدة الاستخبارات الاقتصادية). ولعل ذلك ما جعل توفير المساكن من أكثر القضايا التي واجها مجلس المدينة خلال العشر سنوات الماضية، فمع التطور والنمو المتزايد للمدينة وزيادة أعداد المهاجرين إليها. أصبح هناك تزايد على الوحدات السكنية خصوصا تلك التي تقع ضمن المناطق الحضرية الداخلية أو ما يعرف بـ(الضاحية الداخلية) القريبة من المركز المالي
(Melbourne's Central Business District) (CBD). هذا الطلب أستثمره العقاريين برفع الأسعار والاستفادة من وفرة الطلب، إلا أن مجلس المدينة ولتحقيق الرؤية في إيجاد مسكن متوفر، عمد إلى وضع سياسات تزيد من الاستثمار السكني في البيئة المحيطة لمدينة ملبورن يدعمها نظام نقل قوي وفعال جداً كما أوضحنا ذلك في الوصولية.
التنوع الحضاري:
تضم المدينة خليط من الطرز المعمارية الحديثة والمعاصرة، ومع ذلك تضم المدينة عدد من المناطق التاريخية في المدينة القديمة والتي صنفت على أنها مباني ومواقع تراثية بحسب قائمة المواقع التراثية العالمية لليونسكو. تعتبر مدينة ملبورن من المدن ذات الخليط العرقي، حيث يتزايد عدد سكان ملبورن سنوياً بمعدل (30) ألف نسمة، منهم نحو(2500) نسمة من السكان الأصليين في المدينة،أما الأعراق الأخرى في المدينة هم من المهاجرين من أقطار أوروبا ودول جنوب شرقي آسيا. ولذلك ولهذا التنوع تصَدُر في ملبورن أربع صحف يومية وثلاث صحف أسبوعية إضافة إلى عدة صحف تكتب باللغات الأجنبية، وهناك أربع محطات للبث الإذاعي تذيع برامج مختلفة بسبع وأربعين لغة.