2016/06/16

Space Syntax : أداة لقياس الفراغ العمراني

نبذة عامة:
تقوم نظرية (Space Syntax) على عدد من النظريات والأدوات التي تساهم في تحليل هيئة الفراغ بالإعتماد على حسابات ومعادلات رياضية، صاحب هذه النظرية هو البروفسور المعماري (Bill Hillier) بجامعة لندن، حيث بدأ العمل عليها منذ أواخر السبعينيات في القرن الماضي، كان البروفسور (Bill) يحاول إيجاد أداة تساعد المخططين لمعرفة التأثيرات الإجتماعية على تصاميمهم قبل البدء في إعتمادها، وأيضاً لقياس أداء الفراغ العمراني القائم في 


محاولة لإختيار أفضل الحلول التطويرية الممكنة. أصدر (Bill) كتابه الأول (The Social Logic of Space) في عام (1984م) وهو الكتاب الذي ضم الرسالة العلمية للمؤلف فيما يتعلق بالنظرية، ثم أصدر كتابه الثاني (Space is the Machine) في عام (1996م)، والذي أستعرض فيه التطورات التي حصلت للنظرية بعد تجربتها وصحح فيها بعض المعلومات وأضاف إليها مستويات أخرى كالفراغات الداخلية.
المفهوم:
تقوم الفكرة على تبسيط الفراغ إلى مكونات أصغر (مباني وشوارع) والتي يمكن تحليلها كشبكة من الخيارات التي تساهم في شرح العلاقة مابين الفراغ وهذه المكونات ضمن إطار الإستخدام الإجتماعي. تعتمد نظرية (Space Syntax) في قياسها للفراغ العمراني على ثلاث نقاط أساسية هي 1- تكامل الفراغ 2-الخيارات 3- عمق المسافة، والتي تساهم في إجمالها بإعطاء قياس عام للفراغ المراد قياسه، ويمكن إستعراض هذه النقاط الأساسية وطريقة قياسها على النحو التالي:
تكامل الفراغ (Integration) :
تهدف هذه النقطة إلى قياس تكامل الشارع مع الشوارع الأخرى المتصلة به، من خلال معرفة عدد النقاط (منعطفات/ دخلات) في الشارع التي تتصل مع الشوارع الأخرى، فكلما قل عدد هذه النقاط يكون أداء الشارع أكثر ترابط، وكلما زاد عدد هذه النقاط يكون ترابط الشارع أقل، حيث يعطى اللون الأصفر أو الأحمر للشوارع ذات الترابط القوي بينما تأخذ الشوارع ذات الترابط المتدني اللون الأزرق أو الأخضر. فلو كان للشارع مثلاً عدد (3) فتحات متصلة بشوارع رئيسية أو فرعية أخرى، في مقابل شارع آخر له نفس الطول وبعدد فتحات يصل إلى (7) مثلاً فأن الشارع الأول يكون أكثر ترابط من الشارع الثاني، وهكذا يتم حساب جميع الشوارع للمنطقة المدروسة.
الخيارات (Choice):
فكرة الخيارات في نظرية (Space Syntax) يتم قياسها وفق مفهوم (التدفق) للشارع، حيث تعتبر التقاطعات (intersection) هي المعيار الأساسي للقياس، على افتراض أن الشارع يبدأ بكمية تدفق من أوله مثلاً، فأن هذه الكمية ستنقسم عند أول تقاطع للشارع مع شوارع أخرى، فلو كان عدد الشوارع المتقاطعة مع الشارع هي (شارعان) فأن الكمية ستنقسم إلى أثنين، ولو كان عددها ثلاثة فأن الكمية ستنقسم إلى ثلاثة، وهكذا تستمر الأداة في قياس التدفق للشوارع. يعكس هذا القياس قرار المستخدم للشارع، حيث سيواجه عند التقاطع مجموعة من الخيارات، هذه الخيارات تتمثل في عدد الشوارع التي ستواجه، وبناء على وجهة المستخدم يختار أي الشوارع يسلكها إلى أن يصل إلى محطته النهائية، وهنا تكمن أهمية الأداة، فلو كانت المنطقة مثلاً ذات شوارع محددة وبخيارات قليلة، سيساهم ذلك في زيادة العوامل الأخرى كالأمان والخصوصية والسلامة، ولو زادت ستقل العوامل الأخرى في المقابل
عمق المسافة (Depth Distance):
ويعد قياس عمق المسافة، المحور الأبرز في نظرية (Space Syntax)، حيث يتم القياس للمسافة الخطية للشارع من منتصف الشارع إلى منتصف الشوارع الأخر، وعليه يتم تحديد مدى عمق الشارع، يهتم هذا القياس بمدى تناسق عمق المسافات للشوارع داخل المنطقة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على إستخدام الشارع أو سلوك طرق أكثر إختصاراً، بالإضافة إلى العوامل الأخرى السابقة ذكرها، فكلما قلت مسافة العمق زادت قوة الشارع وكلما زادت مسافة العمق قلت قوة الشارع وهكذا.
المجالات والتطبيقات:
بالرغم من أن (Space Syntax) وجدت في الأصل لدراسة الفراغ العمراني، إلا أنها خلال السنوات الماضية تطورت لتشمل عدد من المجالات، ساهم في ذلك إن عملية القياس تتم وفق برنامج (Software) يقيس وفق المحاور السابقة ليعطي نتائج يمكن قرائتها وتحليلها. من هذه المجالات قياس الفراغات الداخلية للمشاريع الكبرى والتي تعتمد على الإستخدام العام للمجتمع، مثل المطارات، المستشفيات والمتاحف. أيضاً يتم إستخدام (Space Syntax) ضمن الأغراض البحثية العمرانية كأداة قياس، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فلقد ظهرت العديد من الدراسات مؤخراً التي استطاعت توظيف (Space Syntax) ضمن مجالات غير عمرانية، كإدارة الحشود، التدفق المروري، مكافحة الجرائم وحتى أنماط التسويق التي تعتمد على السلوك الإنساني. ويجدر الإشارة إلى أنه تم تطبيق نظرية (Space Syntax) لتطوير عدد من المخططات التطويرية لبعض المدن العربية، مثل مدينة جدة والتي استعانت أمانة مدينة جدة بفريق عمل (Space Syntax) لوضع حلول إستراتيجية لتطوير المخطط الشامل للمدينة..